Wednesday, March 18, 2009

أحلام مستغانمي : حان لهذا القلب أن ينسحب




أخذنا موعداً

في حيّ نتعرّف عليه لأوّل مرّة

جلسنا حول طاولة مستطيلة

لأوّل مرّة

ألقينا نظرة على قائمة الأطباق

ونظرة على قائمة المشروبات

ودون أن نُلقي نظرة على بعضنا

طلبنا بدل الشاي شيئاً من النسيان

وكطبق أساسي كثيراً من الكذب.

...

وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حُبنا

وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا

وضعنا جنوننا في جيوبنا

وشوقنا في حقيبة يدنا

لبسنا البدلة التي ليست لها ذكرى

وعلّقنا الماضي مع معطفنا على المشجب

فمرَّ الحبُّ بمحاذاتنا من دون أن يتعرّف علينا

...

تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا

تحدّثنا كثيراً في كل شيء وفي اللاّشيء

تناقشنا في السياسة والأدب

وفي الحرّية والدِّين.. وفي الأنظمة العربيّة

اختلفنا في أُمور لا تعنينا

ثمّ اتفقنا على أمور لا تعنينا

فهل كان مهماً أن نتفق على كلِّ شيء

نحنُ الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء

يوم كان الحبُّ مَذهَبَنَا الوحيد الْمُشترك؟

...

اختلفنا بتطرُّف

لنُثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل

عن بعضنا

تناقشنا بصوتٍ عالٍ

حتى نُغطِّي على صمت قلبنا

الذي عوّدناه على الهَمْس

نظرنا إلى ساعتنا كثيراً

نسينا أنْ ننظر إلى بعضنا بعض الشيء

اعتذرنـــــا

لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير

ثـمَّ عُدنــا وجاملنا بعضنا البعض

بوقت إضافيٍّ للكذب.

...

لم نعد واحداً.. صرنا اثنين

على طرف طاولة مستطيلة كنّا مُتقابلين

عندما استدار الجرح

أصبحنا نتجنّب الطاولات المستديرة.

"الحبُّ أن يتجاور اثنان لينظرا في الاتجاه نفسه

.. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضها البعض"

...

تسرد عليّ همومك الواحد تلو الآخر

أفهم أنني ما عدتُ همّك الأوّل

أُحدّثك عن مشاريعي

تفهم أنّك غادرت مُفكّرتي

تقول إنك ذهبت إلى ذلك المطعم الذي..

لا أسألك مع مَن

أقول إنني سأُسافر قريباً

لا تسألني إلى أين

...

فليكـــن..

كان الحبّ غائباً عن عشائنا الأخير

نــــاب عنــه الكـــذب

تحوّل إلى نــادل يُلبِّي طلباتنا على عَجَل

كي نُغادر المكان بعطب أقل

في ذلك المساء

كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا

مالحة كمذاق دمعنا

والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً

نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً

...

عندما تُرفع طاولة الحبّ

كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً

وكم يبدو العشّاق أغبياء

فلِمَ البقاء

كثير علينا كل هذا الكَذب

ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب

5 comments:

3amrouch said...

سمسوم
ماهذا؟
توة سنين نعرفك ومازلت ديما نكتشف فيك
تي هاك متعدد المواهب
تعجبني برشة احلام وطريقتها في السرد مع الاسف قريت كتبها بالفرنسية
باهي بحكم انك من "العدو" ومحبتي لجمعيتي تحتم عليا نعارضك هههه باش نحطلك مقتطف من عند غادة السمان الي نعتبرها (راي شخصي)خير بياسر من احلام رغم انو كل واحدة لها عالمها
وأتكئ على الفجر
الذي ولا بد أن يطلع
وانتظرك
وحين تمخرني
ترحل بحاري مع مركبك دونما ندم
دونما ندم

قدري ؟
أبسط لك كفي
لا لتقرأ
بل لتكتب في راحتها
ما شئت من النبوأت والكلمات
وترسم فيها
ما يحلو لك من الخطوط والدروب والرموز
بوردتك
أو بسكينك !...
...............
تتقاطع السكك فجأة
ونرى بوضوح
أنه لا مفر من لحظة الاصطدام
والانفجار والاحتراق والدمار
وربما دمار من حولنا
ولكن
أحبك !!

esprit primal said...

Merci tous les deux pour cette promenade poétique chey y3mil il kif deux hommes qui discutent et lisent ce qui s'ecrit de plus féminin. 3amrouch tu as raison de dire que chacune à son univers mais si tu as l'occasion de lire Ahlem en arabe tu te renderas compte que son style est plus fluide et ses images ou plutot l'absence d'images au sens classique du terme rend sa poésie plus touchante car libérée des canons et plus contemporaine justement par la narration et par le minimalisme de cette narration reduite à un etat de constat. Je ne sais pas kol we7id fikom ykaour dans quelle equipe mais en poésie c'est Ahlem ki marque conte Ghada.

bent 3ayla said...

تذكر جلست وحيدة في تلك الزاوية اليسرى، من ذلك المقهى اللذي كان يعرف الكثير عنهما و الذي اصبحح منذ ذلك اليوم يحمل اسمه خطا "الموعد". احيانا يجب على الاماكن ان تغير اسماءها كي تطابق ما اصبحنا عليه بعدها ولا تستفزنا بالذاكرة المضادة.

الهذا عندما طلبته البارحة هاتفيا قال "انتظريني هناك" ثم اضاف مستدركا "اختاري لنا طاولة اخرى...في غير الزاوية اليسرى" وواصل بعد شئ من الصمت "ماعاد اليسار مكانا لنا"

الان الحروب و الخلافات السياسية طالت كل شيء ووصلت حتى طاولات العشاق و اسرتهم؟ ام لانه لا يريد اذلال الذاكرة، اراد لها طاولة لا يتعرف الحب فيها اليهما، كي يكون بامكانهما ان يضحكا حيث لم يستطيعا يوما البكاء؟
هاهما جالسان الى الطاولة المقابلة للذاكرة.
هناك.... حيث ذات يوم، على جسد الكلمات اطفأ سيجارته الاخيرة. ثم عندما لم يبق في جعبته شيئ ، دخن كل اعقاب الاحلام وقال...
لا تذكر ماذا قال بالتحديد، قبل ان يحول قلبها مطفأة للسجائر و يمضي.


احلام متسغانمي ابسط و اشف و ارق تعابير وصور من غادة. تبقى غادة عظيمة، لكن كتابات احلام تلك هيا التي كان بامكان كل منا ان يكتبها لبساطتها لكن غابت عنا عبقرية التجرد م الزخارف

احلام لا تقرأ الا بالعربية يا عمروش. وحدها العربية تحمل رنين الالم وصدى البوح.

samsoum said...

عمروش: الموهبة هي متاع احلام اللي ما تنساش مولودة في تونس الغالية اما انا صبّاب ماء علي اليدين و كيما قالو البنات بالعربية احلام رائعة و حتي غادة ما عندي فيها ما نقول

Esprit Primal: Merci pour ton passage. je suis de ton avis Ahlem est meilleur en poésie

بنت عايلة: مرحبا بيك و شكرا عل التعليق.

Firyal said...

مُلهِمةُ هِئ وشفافة..
إختيار رائع،